التصورات الجنسية الخاطئة عند المراهقين

كثيرٌ من الأهل وحتى المربين لا يمتلكون برنامجاً واضحاً لتقديم المعارف الضرورية للمراهقين حول الجنس ، وفي مجتمعنا تصبح مشكلة الجنس لدى المراهقين حالة من حالات الغموض والقلق والتخبط الذي يجعل من المراهق أسير تصورات خاطئة حول الدافع الجنسي ووظيفته الاجتماعية ومظاهره الفيزيولوجية التي تبدأ بالظهور لدى المراهق إن كان ذلك في علاقته بجسده أوفي طريقة تفكيره.
ويذكر الباحث الدكتور أكرم أبو عمر أن من أبرز تلك التصورات هي السرية التي تعتبر أولى التصورات التي يبنيها المراهق حول الجنس حيث يحاط الجنس بهالة كاملة من السرية والغموض في الفعل والقول والإيماءة والإشارة خاصة عندما يطلب الكبار من المراهق أن يخرج من مجالسهم أثناء حديث ساخن و يخفضون أصواتهم إذا أرادوا أن يلقوا بطرفة ذات تلميحات جنسية بمعنى آخر تكون الثقافة الجنسية المتداولة قائمة على التلميح لا التصريح .
ويوضح الدكتور أبو عمر أن الحديث عن الجنس أيضاً بات يساوي مفهوم العيب في نظر المراهق خلاصة عندما يتم منعه من الحديث عنه مع الكبار ومن التفكير به بشكل علني حتى لو أخذ هذا التفكير شكل الأسئلة البريئة أو الفضولية التي تبحث عن جواب ومما يعزز هذا التصور الخاطىء أن ممارسة الجنس تتم في غرف مغلقة وبعيداً عن أعين الناس الأمر الذي يجعل المراهق يتعامل مع الجنس باعتباره تجاوزاً يجب أن يمارس خارج القانون الاجتماعي و الأخلاقي أو باعتباره حالة من الابتذال ينبغي على كل شخص مهذب ألا ينزلق لممارستها وغالباً ما يصدر المراهق حكمه ذاك حتى على العلاقة الزوجية المشروعة التي لا يفهم مدى مشروعيتها بدقة لأن أحداً لم يقل له أن الجنس متعة طبيعية حللها الله للبشر وتمارس ضمن شروط ونظم ومعايير، ويترتب عليها مسؤوليات أيضاً.
ويشير الدكتور أبو عمر إلى أن أحد المفاهيم والتصورات الخاطئة عن الجنس اعتباره فعل آثم وتعزز هذا التصور لدى المراهق عندما يتطور مفهوم العيب الأخلاقي المرادف للجنس في نظره مع حالة الكراهية والنفور لهذا الشيء باعتباره خرقاً فاضحاً للقيم الأمر الذي قد يساهم هذا في إصابة المراهق بعقدة نفسية تجاه الممارسة الجنسية كأن ينظر إلى أمه نظرة مشوبة بالانزعاج إذا لاحظ أن والده ينظر إليها نظرة إعجاب أو يلاطفها بعبارات الغزل الذي يمهد للقاء الجنسي ولهذا قد يعتقد المراهق في لحظة من اللحظات أن الجنس هو فعل يجلب الإثم إلى صاحبه فينظر لأي مظهر من مظاهره نظرة مليئة بالرفض والنفور وقد يستمر معه هذه الرفض والنفور ليشكل حاجزاً أمام الممارسة الجنسية الطبيعية مستقبلاً إضف لذلك أن من بين التصورات الخاطئة لدى المراهقين اعتبار الجنس فعل سري و عالم نقتحمه اقتحاماً وليس له باب مشروع للدخول إليه وأن الفرصة لممارسته هي ضربة حظ قد تسنح لنا إذا عرفنا كيف نقيم علاقة مع الطرف الآخر وأن الحصول على اللذة الجنسية هي أشبه باقتناص صيد ثمين إذا عرفنا كيف نسدد الهدف حيث تسيطر هذه التصورات على خيال المراهق في كل مظاهر الجنس لذا يحاول أن يتحين الفرصة لمغازلة فتاة جميلة مارة في الشارع أو لمشاهدة مشهد مليء بالقبلات الحارة في فيلم ما أو مشاهدة فيلم خليع أو حتى الحصول على صور فاضحة وسوى ذلك من الممارسات التي تزيد الرغبة الجنسية لدى المراهق اشتعالاً وتضر بسلوكه وتفكيره ورؤيته للعلاقة الجنسية المشروعة ككل.
وبالإضافة إلى ما تقدم يرتبط مفهوم الجنس في خيال المراهق بمفهوم الرجولة حيث يصور رفاق السوء لمن حولهم أنهم أصبحوا رجالا لأنهم قبّلوا فتاة أو مارسوا الجنس مع فتاة وعرفوا كيف تتم العملية الجنسية وبالتالي يتحدثون مع المراهقين الآخرين بنوع من التبجح والاستخفاف لأنهم لم يصبحوا رجالاً مثلهم ماداموا لم يمارسوا الجنس ولا عرفوه معرفة حقيقية.
وهكذا ترتبط الرجولة في خيال المراهقين الذكور بمفهوم الممارسة الجنسية حصراً ويعتقد المراهق أن عليه كي يكبر ويصبح رجلاً ويصبح له وزن في مجالس الرجال أن عليه أن يمارس الجنس مما يجعل سلم القيم الحقيقي للرجولة ينهار في نظره فالرجولة المرتبطة بالإحساس بالمسؤولية والصدق في الوعد والصبر على تحمل الشدائد تصبح في مرتبة أدنى أمام هذا التصور الجنسي الخاطئ.
أخيرا ينبغي القول بأن الأسرة والشارع والبيئة المحيطة تلعب دوراً كبيراً في تنمية هذه التصورات الجنسية الخاطئة وأن البيئة المتشددة والمبالغة في صورتها المحافظة تنتج مثل هذه التصورات في خيال أبنائها مثلما تبدو البيئة التي تغيب فيها أبسط الضوابط الأخلاقية مسؤولة عن فساد المراهق وانحرافه تحت تأثير تصورات شبقية لا تقيم للعفة وزنا أو معيار.

يقع مسؤلية هذا الخطا على الاهل

فيجب معرفة المراهق عن الجنس

من اهله والديه او اخوته

مشكور رحو على سرد الموضوع