شبكة النبأ: أدى الجفاف الذي تأثرت به بعض مناطق سوريا إلى نزوح ما يقارب 30 ألف أسرة سوريّة بحثا عن مصادر أخرى للرزق. وبالمقابل كشفَ بحث عن ان السوريين يزدادون واحداً كل دقيقة، بعد أن احتاجت هذه الدولة آلاف السنين كي يصبح عدد سكانها مليوناً واحداً وذلك في بدايات القرن الماضي...
ومن جهة ثانية يجتاح التضخم سوريا بسبب تداعيات الازمة المالية العالمية، حيث كشف مختصون عن عزم الحكومة طرح كميات من العملة النقدية التالفة لتبرِّر إصدار عملة ورقية جديدة لسد جزء من العجز في الخزينة عن طريق التمويل بالعجز (أي بطباعة عملة – إضافية).
ووفقا لصحيفة تشرين الحكومية أفادت معلومات وزارة الزراعة السورية أن أثر الجفاف الذي تعاني منه بعض مناطق البلاد الزراعية أدى بشكل كبير إلى هجرة ما يقارب الـ30 ألف أسرة من المنطقة الشمالية الشرقية إلى المناطق الجنوبية والساحلية.
ويأتي نزوح هذه الأسر التي يقدر عدد أفرادها بأكثر من 150 ألف نسمة بحثاً عن العمل ومصدر رزق يومي بديل يسد احتياجاتهم الحياتية اليومية.
ومن المفترض أن لجنة وزارية زارت المنطقة الشمالية الشرقية في سورية برئاسة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري عادل سفر, وعضوية كل من وزير الري، ورئيس هيئة تخطيط الدولة وبعض المعنيين، للاطلاع عبر جولة ميدانية في مناطق محافظة الحسكة ومناطقها المتضررة بالجفاف وتحديد أوضاع المتضررين.
وتشير مؤشرات وزارة الزراعة إلى أن رفع الحالة العامة للمراعي الطبيعية ضعيفة في البادية السورية، مع ملاحظة ظهور "بادرات" أعشاب حوليه في بعض المواقع، إلا أن هذه المراعي في البادية ليست كما يجب، كما تعاني لأغنام من سوء التغذية، نتيجة قلة الأعلاف وارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.
سوريا تتوقع محصول قمح دون المستهدف
قال مسؤول زراعي كبير ان انتاج سوريا من القمح سيرتفع الى 3.2 مليون طن هذا العام أي أعلى من الموسم السابق لكن دون المستوى الذي كان مزمعا.
وتستهلك سوريا أربعة ملايين طن من القمح سنويا وهي لاعب رئيسي في قطاع الزراعة والسلع بالشرق الاوسط وان كانت موجات جفاف متلاحقة قد قوضت الانتاج.
ومن شأن محصول جديد دون المتوقع أن يجبر الدولة على استيراد القمح للعام الثاني على التوالي وأن يسحب البساط من تحت أقدامها كمصدر للقمح الى مصر والاردن وهما سوقان رئيسيان للقمح السوري.
وقال حسان قطنا رئيس قسم الاحصاء والتخطيط بوزارة الزراعة السورية في تصريحات لرويترز ان 1.4 مليون هكتار فحسب زرعت قمحا هذا العام أي 84 في المئة من المساحة المخصصة.
وكان من المنتظر أن يبلغ حجم المحصول 4.7 مليون طن. وبحسب تقرير يتضمن التقديرات الرسمية للعام 2009 وضعه قطنا فان المناطق التي ترويها مياه الامطار أنتجت 608 الاف طن فقط من القمح بدلا من 1.2 مليون طن كما كان مخططا. بحسب رويترز.
وقال قطنا في مقابلة "شهدنا قلة الهطولات المطرية وانحباسها في بداية الموسمع مع ضعف الطاقة الاروائية للابار وضعف السيولة المالية للفلاحين بسبب سنوات الجفاف ولاكثر من موسم متتالي."
وأضاف أن هطول كميات صغيرة نسبيا من الامطار هذا الشهر في محافظة الحسكة الزراعية المهمة في شمال شرق البلاد كان سيزيد الانتاج بما يصل الى 300 ألف طن.
وبدلا من ذلك من المتوقع أن تنتج الحسكة 892 ألف طن هذا الموسم مقارنة مع 1.9 مليون طن حسبما كان مخططا.
وأوضح قطنا أن المزارعين يتحولون الى زراعة الشعير الاكثر تحملا للجفاف. ومن المتوقع أن يبلغ انتاج الشعير 950 ألف طن بدلا من 1.6 مليون طن.
وقال "ستكون هذه السنة أحسن من سابقتها وستستمر الحكومة بالعمل على زيادة وحدة الانتاج وتقديم النصيحة للفلاحين ولكننا لا نستطيع أن نتنبأ بكوارث جوية كالتي أثرت على الانتاج في السنوات الماضية."
كانت الحكومة التي تحتكر التسويق وتدعم أسعار القمح ومحاصيل أخرى قد ألغت الجانب الاكبر من عقود تصدير القمح السوري عام 2007 عندما تراجع الانتاج الى 4.1 مليون طن.
وفي العام الماضي تراجع الانتاج مجددا الى 2.1 مليون طن في واحد من أضعف المواسم على الاطلاق بسبب ما قال مسؤولون انه جفاف حاد. واستوردت الدولة أكثر من 1.2 مليون طن منذ ذلك الحين معظمها من منطقة البحر الاسود.
اجراءات عاجلة للمناطق التي اجتاحها الجفاف
وفي تطور لاحق اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا، ان الحكومة السورية اتخذت "اجراءات عاجلة" من ضمنها توزيع مساعدات غذائية في المناطق التي اجتاحها الجفاف في شمال شرق سوريا.
وذكرت الوكالة ان الجهات المعنية باشرت "في محافظة الحسكة توزيع المساعدات الغذائية على المناطق التي تعرضت لظروف الجفاف"، موضحة ان هذه الاجراءات تدخل "ضمن حزمة الاجراءات والتدابير العاجلة التي اتخذتها الحكومة".
واكد تقرير للمعهد الدولي للتنمية المستدامة صدر في 2 حزيران/يونيو ان "موجة الجفاف بين عامي 2007 و2008 وجهت ضربة قاسية الى المناطق الريفية في سوريا".واشار التقرير الى ان "160 قرية في شمال شرق البلاد خلت باسرها من سكانها".
واوضح محافظ الحسكة معذى نجيب سلوم ان نحو 5200 سلة غذائية وصلت الى محافظة الحسكة وبوشر العمل لتوزيعها.
واشار المحافظ الى ان "المساعدات الغذائية ستصل تباعا وتوزع على المناطق المتضررة وفق جدول زمني واضح بحيث تصل في المرحلة الاولى الى 15 الف سلة غذائية".
وتشمل المعونات الموزعة "سلة غذائية تضم 150 كيلوغراما من الطحين و25 كيلوغراما من السكر و25 كيلوغراما من البرغل وعشرة كيلوغرامات من العدس وكيلوغرامين من السمنة وكيلوغرام من الشاي وليترا من الزيت، وتقدر قيمتها بستة آلاف ليرة سورية (128 دولارا) لكل اسرة".
وذكر التقرير ان "الجفاف تسبب بانخفاض احتياط المصادر المائية وتراجع انتاج المحاصيل الزراعية وازدياد انعدام الامن الغذائي وتسارع الهجرة الريفية وتفاقم الفقر".
واضاف ان "سوريا تعاني من شح المياه الى جانب التصحر والرعي الكثيف وسوء ادارة الاراضي الزراعية ما يتسبب بانحسار الاراضي وازدياد الطلب على الري".
وقال خبير التصحر فايز اصفري ان "13% من الاراضي الزراعية انحسرت بين 1980 و2006 بسبب المراعي والتوسع العمراني والنشاطات الصناعية والسياحية".وتنوي الحكومة اعتماد وسائل حديثة للري من اجل تقليص استهلاك المياه.
مبيعات السيارات الإيرانية المصنَّعة في سورية تراجعت 50٪
وفي جانب تداعيات الازمة المالية العالمية واثارها على سوريا، أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة السورية - الإيرانية لتصنيع سيارات «سيامكو» زياد قطيني، عن «تراجع مبيعات الشركة المنتجة لسيارة «شام» في السوق المحلية، أكثر من 50 في المئة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية».
وقال في حديث لصحيفة الحياة، «أنتجنا 10 آلاف سيارة من طراز «شام» منذ انطلاق المصنع (في 2007) حتى الآن، لكن مبيعاتنا انخفضت من 400 إلى 200 سيارة شهرياً بسبب أزمة المال العالمية»، موضحاً «أن مبيعات السيارات في السوق السورية تراجعت 50 في المئة بحسب إحصاءات مديريات النقل».
ويقع معمل «سيامكو» في مدينة عدرا الصناعية (شرق دمشق)، وتملك شركة «إيران خودرو» 40 في المئة من أسهمه، و «المؤسسة العامة للصناعات الهندسية» السورية 35 في المئة، وشركة «السلطان التجارية» السورية 25 في المئة، وبلغت كلفته ثلاثة بلايين ليرة سورية (نحو 60 مليون دولار). وينتج 40 سيارة يومياً، موزعة على طرازين.
وأضاف قطيني: «ان المرحلة الثانية من المصنع افتتحت بداية الشهر الجاري، وأصبحت الشركة بالتالي تتولى بناء هيكل السيارة في سورية، بعدما كنا نستورده جاهزاً من إيران». وأوضح أن الشركة تتمتع بتكنولوجيا متطورة ومتقدمة، ويعمل في المصنع نحو 350 مهندساً وعاملاً تلقوا تدريبهم في المصانع الإيرانية، إضافة إلى عدد محدود جداً من الخبراء الإيرانيين، مؤكداً أن شركته تدرس طلبات عدة لتصدير سيارة «شام» إلى الأسواق العربية.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد السيارات في سورية ارتفع من نحو 1.4 مليون سيارة عام 2007 إلى نحو 1.6 مليون العام الماضي بزيادة 12 في المئة.
وكان الرئيس بشار الأسد اصدر أخيراً قانوناً خفض بموجبه رسم الإنفاق الاستهلاكي 50 في المئة على أجزاء صناعة السيارات، المنتجة محلياً، مدة ستة سنوات، بهدف دعم هذه الصناعة وتوطينها في سورية.
واعتبر رئيس الوزراء محمد ناجي عطري هذا القانون» دفعاً لتشجيع المستثمرين للإقبال على إقامة شركات لإنتاج مكونات السيارات وصناعتها في شكل كامل».
توقعات بإصدار عملة ورقية جديدة تصل إلى حد5000 ليرة
من جهة ثانية توقّعَ الدكتور عابد فضلية نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق أن تكون الحكومة السورية عملت بالتعاون مع المصرف المركزي على طرح كميات من العملة النقدية التالفة لتبرر إصدار عملة ورقية جديدة لسد جزء من العجز في الخزينة عن طريق التمويل بالعجز (أي بطباعة عملة – إضافية).
ولم يستبعد الدكتور فضلية في حديثه لموقع داماس بوست أن يتم طرح عملة نقدية من فئة 2000 ليرة سورية أو 5000 ليرة سورية وقال إن هذا الإجراء إذا ما أحسن استخدامه بشكل مدروس فسيكون في صالح الاقتصاد الوطني في سورية لكنه نوه بذات الوقت إلى أن الآثار التضخمية لهذه الاجراء تطلق عليها (التضخم المرغوب) لأنها وإن كانت تتراوح بين 1 و4 بالمئة فإنها تحرك الاقتصاد ويحرض الاستثمار من أجل خلق قوة شرائية، وهو ما يحتاجه اقتصادنا.
صالات الفن التشيكيلي الجديدة تسجل أسعاراً خيالية
واستقطب الفن التشكيلي السوري في السنوات الاخيرة استثمارات كبيرة ادت الى "نقلة هائلة" يرى فيها المستثمرون مجرد بداية، بينما يؤكد اصحاب صالات العرض القديمة انها "فقاعة ستزول" بسبب تركيزها على الجانب التجاري دون الفني والنقدي.
والتغيير الذي اصبح حديث الوسط الثقافي بدأ مع افتتاح غاليري "ايام" في 2006 وتعاقدها مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين الذين تجولت بمعارضهم في جميع انحاء العالم وادخلت لوحاتهم في مزادات علنية بالتعاون مع دار كريستيز. وبعد ذلك لحقتها صالات عرض اخرى اخذت تعمل في آلية مشابهة، ما رفع اسعار الاعمال الفنية الى "مستويات خيالية". بحسب فرانس برس.
ويقول السوري خالد سماوي صاحب غاليري ايام ان اسباب هذا الاستثمار الفني يمكن تلخيصها بكلمتين: "الانفتاح الاقتصادي" في سوريا، مؤكدا ان اثره كان "ايجابيا جدا" على جميع الفنانين وصالات العرض لانهم "يبيعون الان اكثر بكثير من السابق وباسعار اعلى".
ويضيف سماوي في حديث لوكالة فرانس برس انه باع في معرض خارجي الشهر الماضي لوحة لصفوان داحول المتعاقد مع "ايام" بمبلغ 140 الف دولار بينما تصل اسعار لوحات الفنانين الراحلين فاتح المدرس ولؤي كيالي احيانا الى ما بين مئتي الف و300 الف دولار.
ويقول الناقد والفنان التشكيلي السوري اسعد عرابي ان ارتفاع اسعار اللوحات الفنية "اعاد كرامة الفنان ليعيل لوحته ويشتري الوانه".
ويضيف لفرانس برس ان الاسعار تنسجم مع "الغلاء الفاحش" الذي سجل في سوريا خصوصا خلال السنوات القليلة الماضية.
اما منى اتاسي، صاحبة صالة اتاسي، فترى ان الاسعار التي بلغتها اللوحات بعد افتتاح الصالات الجديدة "غير مقبوله". وهي تؤكد ان هذه الاسعار "وهمية وليست حقيقية"، مشددة على "غياب" معايير التقييم التقليدية وفي مقدمتها غياب المتاحف والحركة النقدية والمجلات الفنية.
السوريّون يزدادون واحداً كل دقيقة
كلما مرت دقيقة في حياة السوريين، يزداد عددهم شخصاً واحداً! بعد أن احتاجت سورية آلاف السنين كي يصبح عدد سكانها مليوناً واحداً.
وزاد عدد السوريين 17 مليون شخصا في القرن المنصرم، أي أن 13 شخصاً يقيمون حاليا مكان كل سوري كان موجوداً في بداية القرن العشرين. أما من حيث توزيع السكان، فإن دمشق وحلب تضمان 20 في المائة من السوريين و37 في المائة من "المدنيين".