عروس "الجزيرة" و"كاليفورنيا" الشرق

«"القامشلي" هي هذه المدينة الحديثة التي تسمى في بعض المصادر عروس "الجزيرة" وسمتها البعثة الزراعية الأميركية في الخمسينيات من القرن الماضي "كاليفورنيا الشرق"».

عروس "الجزيرة" و"كاليفورنيا" الشرق 092948_2009_05_18_22_39_31

الكلام للأستاذ "علي إبراهيم خلف" الذي التقاه eHasakeh ويتابع حديثه: «تقع "القامشلي" بمحاذاة مدينة "نصيبين" العريقة عاصمة "الجزيرة" قديما، تم بناؤها في صيف 1926 وكان موقعها في السابق مقبرة لنبلاء الرومان واليونان أما كلمة "قامشلي" هي كلمة كردية الأصل منحوتة من مفرة (قاميش) والتي تعني بالكردية نوعاً من القصب ومفردة (لي) تعني مكان وجوده وهي صيغة كردية بمثابة ياء النسبة في اللغة العربية فيكون معنى "قامشلي" مكان وجود القصب أو الأراضي المقصبة.

كان ينبت على ضفاف نهر الجقجق وروافده أنواع كثيرة من القصب مثل القاميش والقامر والبردي والزل وشجر الحور والصفصاف ولكن بشكل خاص كان القاميش».

ثم يضيف: «في البداية كان الناس في قضاء "القامشلي" المحدثة يعيشون تحت الخيام والأكواخ المصنوعة من القصب وهم يزاولون حياتهم اليومية في البيع والشراء ولم يكن يوجد

عروس "الجزيرة" و"كاليفورنيا" الشرق 092948_2009_05_18_22_39_31.image1

منظر عام

في موقع مدينة "القامشلي" سوى بناء آل "علي بك قدور بك" ومطحنتهم المائية على نهر "جقجق"».

ويكمل حديثه بالتحدث عن الأقوام التي سكنت مدينة "القامشلي" آنذاك: «"قامشلي" هي مدينة واحدة وشعوب عديدة حيث إنها ضمت آنذاك الأرمن والأكراد والبشيريين واليعقوبيين وهكذا أصبحت مدينة "القامشلي" وبسبب تعدد الأقوام والحضارات فيها مركزا مهنيا وتجاريا من الطراز الأول، أما اقتصاد المدينة فيعتمد على واردات الزراعة حيث يعمل معظم سكانها في الزراعة ويعمل قسم آخر من سكان المدينة في التجارة الصغيرة نسبياً.

توسعت مدينة "القامشلي" بجميع الاتجاهات خصوصاً في اتجاه الشرق نحو "العنترية"، واتجاه الغرب نحو "الهلالية" واتجاه الجنوب نحو "المطار" وذلك منذ النصف الأول لعقد السبعينيات، وانتشر البناء الحديث في المدينة بجميع الاتجاهات. وخاصة أبنية الجمعيات السكنية.

بدأ تخطيط المدينة منذ اللحظة الأولى لتأسيسها وبشكل مبدئي تطور

عروس "الجزيرة" و"كاليفورنيا" الشرق 092948_2009_05_18_22_39_31.image2

سوق الخضرة

فيما بعد مخططها فنظمت الشوارع المستقيمة والمتوازية وقد اشتهرت مدينة "القامشلي" بتنسيق أحيائها وشوارعها، وربما كانت الأولى، من هذه الناحية من بين مدن القطر كافة واستمر تطور مخططها التنظيمي

في عام 1931 تم افتتاح أول مديرية رسمية ابتدائية تابعة لوزارة المعارف وكانت تضم فقط 25 طالبا وتسمى المدرسة النموذجية

وفي عام 1935 تم بناء بلديتها على الشارع العام وحافة نهر "جقجق" الغربية قرب الجسر الحديدي.

ومن اللافت للانتباه انه في مدينة "القامشلي" عدد كبير من الأبنية الدينية، أقيمت في مراحل مختلفة ولكل منها طراز خاص، حيث انه فيها الجامع الكبير بمنارته الشامخة وكنيسة القديس يعقوب النصيبيني بصوت أجراسها الفخمة.

وعلى الرغم من أن "القامشلي" بعيدة عن مركز العاصمة إلا إنها نالت اهتمام رؤساء الجمهورية وذلك بزياراتهم لها والزيارة الأولى التي قام بها رئيس جمهورية سوري إلى "القامشلي" كانت زيارة الرئيس "شكري القوتلي" بتاريخ 5/5/1947 وزارها الرئيس "جمال عبد الناصر" بعد قيام الوحدة بين سورية ومصر في خريف 1959، والزيارة الأخيرة كانت زيارة الرئيس "بشار الأسد" بتاريخ 18/8/2002 زار فيها مشروع المشفى الوطني الجديد وأطلق عليه مشروع "باسل الأسد" في ضاحية المطار.

شكرا برور على هذا الموضوع الجميل

قامشلي صغيرة كردستان

تحياتي لك