الحسكة-سانا
تتميز الأكلات الشعبية في الحسكة بتنوعها كما تعتبر جزءاً من المعالم الاجتماعية البارزة التي تعطي طابعا تعريفيا للمحافظة من خلال اعتمادها على مكونات طبيعية من المنتجات المحلية.
ومن بين عدد كبير من مأكولات الحسكة الشعبية التي تختلف بين الريف والمدينة هنالك اتفاق مشترك على تقديم المنسف العربي الذي دخلت عليه الكثير من التحسينات خلال الفترة الراهنة من حيث طريقة إعداده وتقديمه.
وقال الدكتور أحمد الدريس مدير الثقافة في الحسكة إن المنسف العربي يحمل طابع الكرم والضيافة وحاليا يقتصر تقديمه على المناسبات والولائم وحفلات الزفاف وفي حالات الوفاة كما يعتبر الأكلة الشعبية الرسمية الأولى التي لا تزال متجذرة خاصة في البادية حيث كان يقدم في حلقات نحاسية أو من الألمنيوم وأصبح الآن نتيجة التطور يقدم في أوان كبيرة لها حلقتين أو ثلاث أو أكثر لحملها بحسب اتساع حجمها.
وأضاف الدريس ان جسم المنسف يملأ من الداخل بالثرود الذي تتألف مكوناته من الخبز والمرق واللحم أو بالثرود المغطى في الرز بشكل كامل تكلله قطع اللحم الكبيرة التي تحجب الخبز والرز كدليل على السخاء وكرم الضيافة مشيراً إلى إن المنسف بدأ يأخذ أشكالا أخرى مختلفة ويحتوي الخرفان المحشية بالرز واللوز والصنوبر.
وبين مدير الثقافة ان أكلة الخميعة تأتي في الدرجة الثانية بعد المنسف وهي من الأطعمة الريفية وتتكون من خبز الصاج الرقيق والحليب والسمن البلدي وتخلط هذه المكونات مع بعضها البعض وتتناول باليد وتأتي الهبيط أو الهبيطة كما هي معروفة والمكونة من اللحم المملح في المرتبة الثالثة وتعتبر هذه الأطعمة القاسم المشترك بين مختلف الفئات في المحافظة.
من جهته قال عبد البركو الباحث في التراث إن أغلب الأكلات الشعبية القديمة في الحسكة بدأت تتلاشى وخاصة مع ظهور الجيل الجديد الذي يفضل عليها الأكلات السريعة والجاهزة وانحسر تناول المأكولات الشعبية في المناطق الريفية وبشكل خاص لدى كبار السن مثل العصيدة والتي تتكون من الذرة البيضاء المجروشة والمسلوقة على نار هادئة ومن السمن العربي والتي يؤكد كبار السن أنه ليس في وسعهم الاستغناء عنها.
وبين البركو أن جميع الأكلات الشعبية في المحافظة يدخل فيها السمن البلدي أو العربي كعنصر أساسي من المكونات وهو القاسم المشترك بين جميع هذه المأكولات لما له من فوائد صحية تتمثل في قيمته الغذائية العالية مشيراً إلى الفتيتة والمؤلفة من ثرود الخبز مع السمن العربي والدبس ودخوا المؤلفة من اللحم واللبن والبرغل والمرتوخا المكونة من الطحين المحمص الممزوج بالزيت والسكر أو الملح والجاجل وهي نوع من الجبن المخزن إلى جانب أطعمة شائعة كالبرغل.
وتحدث البركو عن أهم الأطعمة النباتية المشهورة في المحافظة والتي تقدم في موسم الربيع ويقوم البعض بتخزينها لتقديمها في الشتاء ويطلق على هذه الأكلات اسم السلق نسبة إلى سلق مكوناتها في الماء واغلب هذه الأطعمة من الحشائش البرية وأهمها القنيبرة المستخدمة بشكل كبير في الطب الشعبي والخبيزة والعكوب والسبانخ والحارة والحميض وعريف الديك والمرير والخرنوب.