الملك مشرف
عدد الرسائل : 85 العمر : 36 الموقع : https://parwar.ahlamontada.net تاريخ التسجيل : 11/09/2008
| موضوع: القنبلة الذرية الأحد أغسطس 01, 2010 12:32 pm | |
| قنبلة ذرية صباح يوم السادس من تشرين أول أكتوبر من عام ألف وتسع مائة وخمس وأربعون، انطلقت قاذفة القنابل اينولا غاي من جزيرة تينيان في المحيط الهادئ متوجهة نحو اليابان. كانت تحمل على متنها أول قنبلة نووية. هدفها مدينة هيروشيما اليابانية. شكل استخدام هذا النوع المخيف الجديد من الأسلحة منعطفا حاسما في تاريخ الجنس البشري. لا يمكن للسياسة الدولية بعدها أن تستمر كما كانت. ما زالت مطالبنا على حالها وهي الاستسلام الغير مشروط. في السابع من كانون أول ديسمبر من عام ألف وتسع مائة وواحد وأربعين، أطلقت اليابان هجوما واسع النطاق على أهداف أمريكية واضحة. انطلقت ثلاث مائة وستون طائرة من على متن حاملات طائرات إلى الشمال الشرقي من هاواي. البحرية في ميناء بيرل. نقطع هذا البث لهذا الملحق الإخباري هام. قامت صباح اليوم طائرات يابانية بهجوم مفاجئ على قاعدتنا وقد وصلت أنباء الهجوم إلى واشنطن تمام الثامنة إلا بضع دقائق صباحا. وهي تقول بساطة: "هجوم جوي على ميناء بيرل، هذه ليست تدريبات". كان الهجوم الياباني على بيرل مبررا على اعتبار انه موجه ضد بلد يحول دون وصولها إلى مصادر النفط في المحيط الهادئ. إلا أن الرئيس روزفيلت اعتبره الشعرة التي قسمت ظهر البعير وأدخل أمريكا في الحرب العالمية الثانية. كانت اليابان قد بدأت تعزيز صناعاتها الحربية منذ عام ألف وتسع مائة وثلاثين. بعد الهجوم على بيرل كانت مجريات الحرب سيئة بالنسبة للحلفاء. فقد استولت اليابان بسرعة على الفلبين وأجزاء كبيرة من المحيط الهادئ. كان الشعب الأمريكي يتوجه إلى محطاته كل يوم لسماع مزيد من الأنباء السيئة. سقطت سنغافورة بيد اليابان. تم أسر مائة وثلاثين ألف من الوحدات البريطانية وفقدت ثلاثة من أفضل السفن البريطانية. تمكنت ألمانيا خلال الشهر الماضي، من إغراق ثماني مائة وخمسين ألف طن من سفن الحلفاء… بعد ثلاثة أشهر من الحصار المرير سقطت شبه جزيرة باتان الفلبينية. تؤكد تقارير وصلت من الجنرال ماك آرثر أنه تمكن من الانسحاب ولكنه يقدر أنه تم أسر خمسين ألف أمريكي وفليبيني يجبرون الآن على السير عبر شبه الجزيرة نحو مخيم للأسر. في هذه اللحظة بالذات أصبح استخدام القنبلة الذرية احتمالا عمليا. عام ألف وتسع مائة وتسع وثلاثين، كتب ألبيرت أينشتاين،العالم المهاجر، إلى الرئيس روزفيلت رسالة، يحذر فيها من احتمال أن يكون هتلر قد طور قنبلة هائلة جديدة، وهي سلاح بالغ القوة يمكنه أن يحطم مدينة كاملة بلحظة واحدة. قام روزفيلت بتشكيل لجنة تسرع في الأبحاث النووية. بعض الفيزيائيين على غرار إنريكو فيرمي، اعتبروا أن بضعة غرامات من عناصر غير مستقرة كاليورانيوم، يمكن أن تؤدي إلى انفجار على مستويات لم يشهد مثلها من قبل. أواسط عام ألف وتسع مائة واثنين وأربعين، ألزم الولايات المتحدة بأكثر الأبحاث كلفة على مدار التاريخ. بوضع النظرية موضع التطبيق لصناعة القنبلة الذرية. عين روبيرت أوبينهايمر، إبن كليفورنيا صاحب النظريات الفيزيائية اللامع، رئيسا لمشروع البحث العلمي. عمل أوبين هايمر على بناء مختبر اختصاصي من أجل هذا العمل. كان يملك مزرعة في منطقة بعيدة من نيوميكسيكو، واختار مرتفعا قريبا من هناك يعرف بالعلمين. جند أوبينهايمر أفضل علماء الفيزياء الأمريكيين. وقد اختارهم من جامعات عبر البلاد، وجاء بهم إلى مناخ نيو ميكسيكو الحار جدا. يتضمن مشروع مانهاتن، كما أطلق على مشروع بناء القنبلة النووية، عملية بناء لمختبرات أبحاث ضخمة في العلمين، كما ومحطتين كبيرتين، إحداهما في أواك ريدج، التابعة لتينيسي، والثانية في هانفورد، التابعة لواشنطن. منطقة العلمين لم تكن موجودة رسميا على الإطلاق، ولم تظهر على أي من الخرائط. بل كانت تسمى سانتا في صندوق البريد ستة عشر ثلاثة وستين. سيعمل في المشروع مائتي ألف شخص وسيكلف بليوني دولار، رغم أن حفنة من الأشخاص فقط يعرفون الهدف الرئيسي لهذا العمل. طالب روزفيلت بالحفاظ على السرية التامة. حتى أن هاري ترومان ما كان يعرف بالأمر، إلى أن أصبح رئيسا بعد موت روزفيلت. عام ألف وتسع مائة وأثنين وأربعين، ترأس ترومان اللجنة الخاصة للتحقيق في برنامج الدفاع الوطني. السيناتور ميسوري المعروف بحديثه المباشر أكد مرارا إصراره على التخفيف من الهدر الحاصل في المصاريف العسكرية. اكتشف ترومان أن هناك مشروعا سريا يكلف البلايين فأراد أن يعرف المزيد عنه. ولكنه حذر من أي تحقيقات يقوم بها سكرتير الحربية هنري ستيمبسون. في الثاني من كانون أول ديسمبر من عام ألف وتسع مائة واثنين وأربعين، حصل تقدم بالغ الأهمية حين نجح إنريكو فيرمي في شيكاغو من تحقيق انفجارات متسلسلة في المختبر. عند ذلك تأكد أوبينهايمر أن صناعة القنبلة أمر ممكن. "هذه محطة إذاعة القوات المسلحة" سيداتي وسادتي تأكدنا اليوم من حقيقة سوء المعاملة التي يتلقاها رجالنا الأسرى لدى العدو.أطلقت الوحدات اليابانية النار على طيار عادي بتهمة الجاسوسية. ما يعتبر انتهاكا سافرا لمعاهدة جينيف التي تدعي اليابان احترامها. أثناء محاربة الحلفاء في أوروبا لألمانيا النازية، كانت معارك المحيط الهادئ تؤكد أنها أحلك اللحظات بالنسبة لأمريكا. دخلت في معارك طاحنة لردع التقدم التي أحرزته اليابان منذ بداية الحرب وحتى أواسط عام اثنين وأربعين. ومن بعدها غوادالكانال، التي غيرت وجهة الحرب تدريجيا حيت تم استعادة هذه الجزيرة من المحيط الهادي. مع نهاية عام أربعة وأربعين تمكن الحلفاء من الوصول إلى لو جيما. لو جيما هي جزيرة قد لا يبلغ طولها أكثر من ثمانية أميال، بل هي مجرد ركام من الصخور البركانية. إلا أن اليابان أصرت بأن تدافع عنها حتى الرمق الأخير. هنا آرثر بريم يتحدث من المركز القيادي لأسطول المحيط الهادئ في غوما، عدت الآن من رحلة مراقبة لساحة المعركة الأشد مرارة في لو جيما، التي أصبحت وكأنها في صميم الجحيم محاطة بمئات الطائرات التي تحلق في السماء وأكثر من ثماني مائة سفينة حربية من مختلف الأنواع والأحجام تقف بعيدا عن الشواطئ. ولكن رغم الضربات الهائلة التي يتلقاها اليابانيون، ولكنهم ما يزالوا قادرين على مقاومة وحداتنا الأرضية بعناد. سوف تبقى معركة لو جيما كأشد المعارك وحشية في تاريخ البحرية الأمريكية. كان جندي من كل اثنين من رجال البحرية المهاجمين في جيما يقتل أو يصاب. الجنرال دوغلاس ماك آرثر القائد الأعلى لقوات الحلفاء في المحيط الهادئ أبلغ روزفيلت بأن الهجوم الأمريكي على اليابان يمكن أن يؤدي إلى إصابة ما يقارب النصف مليون أمريكي. في هذه الأثناء كان فريق عمل أوبن هايمر يستمر في العمل. مع بداية عام خمسة وأربعين اتضح أنهم سيحصلون على التكنولوجيا والمواد اللازمة لإنتاج القنبلة الذرية في أواسط ذلك العام. وسيكون على الولايات المتحدة أن تتبع خطة كفيلة باستعمالها. صنعت البي تسع ووعشرين خصيصا للتحليق على مسافات طويلة للقيام بأعمال قصف من جزر المحيط الهادئ إلى الأراضي اليابانية. محركها المصنوع حديثا وقمرتها المجهزة تسمح لها بالتحليق على ارتفاع ثلاثين ألف قدم، بحيث يستحيل أن تعترضها المقاتلات الحربية أو أن تنال منها الأسلحة المضادة للطائرات. تمتعت هذه الطائرة بنظام قصف بالغ الدقة، كما يمكن لكل منها أن تحمل عشرة أطنان من المواد الانفجارية العالية. بعد سقوط جزر ماريانز وقعت طوكيو ومدن يابانية أخرى في مرمى نيران القوات الجوية اليابانية. يوما بعد يوم كانت طائرات البي تسعة وعشرون تنطلق من قواعدها في غوام وسيبان وتنيان لتقصف كبرى المدن اليابانية، وإضعاف آلتها العسكرية. في آذار مارس من عام خمسة وأربعين، أبيدت جميع الدفاعات الجوية اليابانية بالكامل. فجالت طائرات بي تسع وعشرون فوق السماء اليابانية. في التاسع آذار مارس من عام خمسة وأربعين هاجمت ثلاث مائة طائرة بي تسع وعشرون مدينة طوكيو، وقذفت ما مجموعه مائة طن من القنابل المشتعلة على المدينة. أدى القصف إلى عاصفة من الحرائق أتت على المنازل الخشبية القديمة في المدينة. عندما انتهى الأمر بالكاد بقي مبنى واحدا دون تضرر، ومات مائة ألف شخص. إلا أن اليابان كانت بعيدة عن الاستسلام بعد. مع نهاية عام أربعة وأربعين، ظهر تهديد ياباني جديد من خلال هجمات الكاميكازي. أوقعت هذه الطائرات الانتحارية خسائر مدمرة في البحرية الأمريكية. كانت بمثابة قنبلة تحلق بطيار بشري نجحت في إغراق ثلاثين سفينة حربية أمريكية، وأوقعت أضرارا بثلاثمائة سفينة أخرى. في الأول من نيسان إبريل من عام خمس وأربعين، بدأ هجوم أمريكي آخر واسع النطاق، هذه المرة على جزيرة أوكيناوا. اعتبرت أوكيناوا بمثابة المناورة الأخيرة التي تسبق الاجتياح النهائي للأراضي اليابانية. بعد اثني عشر يوما فجع الحلفاء بموت الرئيس فرانكلين ديلانو روزفيلت. مات الرئيس الأمريكي متأثرا بنزيف في الدماغ عن عمر يناهز الثلاثة وستين عاما. فجعت أمته بالحدث. وكان أشدهم ألما فريق أوبن هايمر.. فقد مول روزفيلد مشروعهم لصناعة القنبلة الذرية. فهل يستمر مشروعهم بعد موته؟ مساء يوم الخامس والعشرين من نيسان أبريل من عام خمسة وأربعين، تولى هيلاريو ترومان زمام الرئاسة في الولايات المتحدة، في لحظات تاريخية حاسمة، لتصبح من مهمات قيادة القوات المسلحة نحو المزيد من الانتصارات… نذر ترومان نفسه لمتابعة سياسة روزفيلت. على كل من ألمانيا واليابان دون أدنى شك، بأن أمريكا سوف تستمر بالقتال ، حتى انتهاء كل أشكال المقاومة. كانت شروطنا دائما، وسوف تستمر، أن يستسلما بغير شروط. رغم أنه كان بمرتبة نائب للرئيس، إلا أنه حرم من الحصول على معلومات سرية حول الحرب. ولكنه فجأة تسلم مسئوليات روزفيلت كقائد أعلى للقوات. تتضمن هذه المسئوليات اتخاذ قرار باستعمال القنبلة الذرية أم لا. مع بداية شهر أيار مايو فجر العلماء مائة طن من العبوات في منطقة تجارب صحراوية. تمكنهم هذه التجارب من تعديل أجهزتهم بما يمكنهم من تحديد حجم الدمار الذي تتسببه القنبلة الذرية. كان هذا قبل يوم واحد فقط قبل إعلان انتصار الحلفاء في أوروبا. يحتفل العالم أجمع بانتهاء الحرب في أوروبا، مرت أكثر من خمسة أعوام على مهاجمة هتلر لبولندة، كانت سنوات من العذابات والموت والتضحيات. تم تحقيق النصر في الحرب ضد ألمانيا. "ما زال أمامنا الكثير من العمل. الانتصارات التي تحققت في الغرب يجب أن تتحقق في الشرق أيضا. لا بد أن يعرف العالم أجمع ، بضرورة التخلص من عمل الشيطان، صلابتنا قواتنا في ساحات المعارك سوف تثبت في الهادئ كما تم اثباتها في أوروبا." رغم أن اليابان لم تعد تملك دعما جويا أو بحريا، إلا أن معركة أوكيناوا استمرت على مدار شهري نيسان إبريل وأيار مايو. كان الحفاظ على معنويات القوات الأمريكية موضوعا رئيسيا. كانت الوحدات العسكرية تواجه مقاومة شرسة في جميع المعارك. بدأ بعض القساة من الجنود اليابانيون بالاستسلام، ولكن اجتياح اليابان كان يثير مخاوف من وقوع أعداد كبيرة من الإصابات علما أن القادة الأمريكيون كانوا يحاولون الحفاظ على معنويات عالية. "اصبح اليابانيون على ثقة، بأن أحلامهم بالغزو قد دمرت، لم يعد بامكانهم فرض شروط السلام على واشنطن، ولكن هذا لا يعني بأن اليابان فقدت الأمل، بل تعتمد على تعب أمريكا من هذه الحرب، اخذا بالاعتبار لما تعنيه من تضحيات، يعلمون برغباتنا في اعادة جنودنا إلى منازلهم، والرغبة في العودة إلى الراحة،وظروف العيش بسلام، ولكن هذا لن يجبرنا على القبول بما هو أقل من الاستسلام الغير مشروط". بدأت اللقاءات الآن بين السياسيين والقادة العسكريين والعلماء . لم يعد القرار الآن يتعلق باستخدام القنبلة أم لا، بل بموعد ومكان استخدامها. خصص الاجتماع الحاسم في الحادي والعشرين من أيار مايو لتحديد الأضرار التي ستنجم عن استخدام القنبلة الذرية في اليابان. رغم أن أحدا لم يكن يعرف ذلك بالتحديد، إلا أن اوبنهايمر قدر عدد القتلى بحوالي العشرين ألف. لجعل مسألة تحديد الخسائر أسهل،تم اختيار مدينة يابانية كبرى لم يسبق أن تعرضت للقصف سابقا. مع اقتراب موعد إجراء تجربة على القنبلة الذرية، طالب البعض بدعوة اليابانيون لمشاهدة القوة التدميرية الهائلة للسلاح الجديد. عارض أوبهايمر هذه الفكرة. فماذا إن فشلت التجربة؟ لنفترض أن التجربة نجحت، أيجب أن يعلم اليابانيون مسبقا؟ ولكنهم ربما يضعون أسرى الحلفاء داخل المناطق المستهدفة. اجتماع الحادي والثلاثين من أيار مايو للبنتاغون، وضع حدا لما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة حين تصبح القنبلة جاهزة. سوف يتم رمي القنبلة دون تحذير اليابان. في الأول من حزيران يونيو، وافق ترومان على توصيات اللجنة. في تموز يوليو سافر ترومان لحضور اجتماع في بوتسدام ، ألمانيا،لمناقشة شؤون ما بعد الحرب مع قادة الحلفاء الآخرين. أبلغه الروس أن اليابان على استعداد للتفاوض، إذا تمكنوا من الحفاظ على الإمبراطورية. أجابه ترومان بأنه لا يريد أية شروط. كان الرئيس الأمريكي يرغب في إنهاء الحرب مع اليابان دون تدخل من الاتحاد السوفيتي. كي لا يطالبون بالأراضي في الشرق الأقصى. عنت القنبلة لترومان إمكانية إنهاء الحرب ضمن الشروط الأمريكية وحدها. في تمام الخامسة والنصف من يوم السادس عشر من تموز يوليو انفجرت القنبلة التجريبية في صحراء نيو مكسيكو. وكانت قوتها تعادل ثمانية عشر ألف طن من التي أن تي. وصلت النتائج لترومان في بوتسدام.أبلغ ترومان ستالين بأن لدى الولايات المتحدة سلاحا جديدا ذو قدرة هائلة. كانت مصادر استخبارات ستالين قد أبلغته عن مشروع القنبلة الذرية. ولكن أحدا ما كان يعرف شيئا عن القوة المخيفة للقنبلة بعد. عارض القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا الجنرال دوايت أيزنهاور إسقاط القنبلة على الأرض، فاليابان أصبح مهزوما. وافق قائد الوحدات البحرية على رأيه أيضا. ولكن ترومان سبق أن درس الأمر من جميع الجهات، واتخذ قراره. اتخذ الرئيس ترومان قرار قذف القنبلة الذرية رسميا يوم الرابع والعشرين من تموز يوليو من عام ألف وتسع مائة وخمسة وأربعين. ورد في الأمر: المجموعة المركبة رقم خمس مائة وتسعة، من القوة الجوية العشرين سترمي قنبلتها ما أن تمكن الأحوال الجوية من الرؤية للقاذفات حول الثالث من آب أغسطس على واحد من الأهداف التالية: هيروشيما، وكوكورا، ونيغاتا،وناغاساكي. صباح يوم السادس من آب أغسطس من عام خمسة وأربعين، غادرت إنولا غاي جزيرة تينيان في البحر الهادئ. وكانت تحمل أول قنبلة ذرية. بعد ثلاثة ساعات على مغادرة تينيان، اقتربت من لو جيما، واجتمعت بطائرتي مراقبة ستتوليان حجم الانفجار. كانت السماء صافية، لم يكن هناك طائرات معادية أو مضادات للطائرات. بعد ذلك بقليل أطلق الكابتن تيبيتس القنبلة الذرية التي كانت تحمل الاسم المشفر "ليتل بوي". بعد خمسة عشر ثانية من ذلك انفجرت فوق هيروشيما. دمرت القنبلة الذرية كل شيء. المراسل الصحفي بوب برومبي كان من أوائل الذين وصلوا إلى هناك. هنا بوب برومبي يحدثكم من حقل أكسوغي للطيران القريب من طوكيو. وصلت الآن عائدا من مدينة الموت. كنت من أوائل الأمريكين الذين وصلوا إلى هيروشيما. ومن أوائل الذين شاهدوا الدمار الشامل والكامل الذي خلفته أول قنبلة ذرية. تمنيت لو أني لم أشاهد هيروشيما يوما، إنه مشهد مخيف. كان ادوارد مورو مراسل حربي لمحطة السي بي إس. إذا كان عمر الكون بضع ملايين من السنين كما نعتقد،فإن عصرنا الصغير الذي يبلغ ثلاثة عشر عاما ليس إلا لحظة من يوم أمس. عندما تمر: بطالة عام ثلاثة وثلاثين، وأيلول سبتمبر في ميونيخ، والسابع من ديسمبر في ميناء بيرل، وفي التاسعة والربع فوق هيروشيما، كلها أجزاء من اللحظة نفسها. السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه هو هل كانت الساعة التاسعة والخمسون بعد الثالثة والعشرون، أم الساعة صفر صفر صفر واحد؟هل سيكون هناك جولة أخرى من الدمار والخراب والقتل الجماعي؟ أم أننا عبرنا منتصف الليل الدامس نحو الفجر ، دون أن نعرف ذلك؟ قتل ثمانية وسبعون ألف شخص على الفور.إلا أن تأثير الإشعاعات النووية على البشر كان أبعد مما يتخيله الإنسان. شكل استعمال القنبلة الذرية منعطفا حاسما في تاريخ العالم. فقد غيرت طبيعة الحروب إلى الأبد. سيتم الدخول في جميع النزاعات المستقبلية مع العلم المسبق والخوف من دمار السلاح النووي وما يمكن أن ينجم عنه.
| |
|