برور parwar
أهلا بك زائرنا الكريم
انت لست مسجلا لدينا كعضو
فقط قم بالتسجيل بالمنتدى و كن عضوا بيننا
واعط آرائك بكل حرية لكل الاعضاء و الزوار

اهلا بك بيننا
برور parwar
أهلا بك زائرنا الكريم
انت لست مسجلا لدينا كعضو
فقط قم بالتسجيل بالمنتدى و كن عضوا بيننا
واعط آرائك بكل حرية لكل الاعضاء و الزوار

اهلا بك بيننا
برور parwar
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
برور parwar

الكلمة الحرة هي العليا
 
الرئيسيةالرئيسية  تحميل ملفاتتحميل ملفات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
الحرية لكل شعوب العالم

نرحب بكل اعضائنا الاعزاء

في غرفة الدردشة

ننتظر مشاركتكم


 

 الديمقراطية الامريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الملك
مشرف
مشرف



ذكر العذراء التِنِّين
عدد الرسائل : 85
العمر : 36
الموقع : https://parwar.ahlamontada.net
تاريخ التسجيل : 11/09/2008

الديمقراطية الامريكية Empty
مُساهمةموضوع: الديمقراطية الامريكية   الديمقراطية الامريكية Emptyالأحد أغسطس 01, 2010 12:35 pm



في الثلاثين من حزيران يونيو من عام ألف وستمائة وعشرين، دخل اثنين وعشرين إنجليزيا إلى كنيسة صغيرة، فسجل ذلك بداية للحرية السياسية في أمريكا، حيث اختيروا ممثلين عن المواطنين، في أول حكومة منتخبة في المستعمرات.
يمكن للرجال أصحاب الممتلكات وحدهم الانتخاب كما في إنجلترا.
أصبحت جيمس تاون على وشك أن تشكل مجتمعا حقيقيا، لا ينقصها إلا عامل رئيسي واحد.
كانت المجموعات الأولى من المستوطنين في جيمس تاون تتألف من الرجال على وجه الخصوص، وهذه مسألة لم تتغير على مدار عدة عقود من الاستيطان. وهكذا قامت شركة فيرجينيا عام ألف وستمائة وتسعة عشر بإرسال سفينة على متنها تسعين امرأة بالغة إلى المستعمرة وقد جرى اختيارهن عن قصد من بين الفئات الاجتماعية الإنجليزية الأشد احتراما وكانت الشركة تسعى من خلال ذلك إلى تحسين سمعتها بجعل المستعمرة تبدو مكان جيد يتمنى أي شخص الذهاب إليه بما في ذلك فتيات مجتمع يتمتعن بفرص جيدة للزواج.
في آب أغسطس من عام ألف وستمائة وتسعة عشرة، وصلت سفينة هولندية إلى ذلك الميناء، تحمل شحنة رهيبة، تتألف من عشرين عبد أفريقي كانوا أول القادمين إلى أمريكا، وذلك للعمل في حقول فيرجينيا.
وهكذا زرعت جذور هذه التقاليد السامة جذورها إلى جانب الحريات.
لم تبقى بلايموث وجيمس تاون على قيد الحياة فحسب بل ازدهرتا، ما جلب حملات هجرة جديدة تدفقت إلى ما عرف حينها بنيو إنجلند.
كانت طليعتهم عشرون ألف من المتطهرين أقارب الرحالة الذي جاءوا في البعثة الأولى هربا من المطاردة.
ساعد المتطهرون كأحفاد فرانكلين إميرسن وهوثورن، على قيام ثقافة أمريكية جديدة، تنطلق من الاعتماد على النفس والفردية والحرية، ولكن المتطهرين الأوائل كانوا أكثر اهتماما بالمعتقد والأرض.
أما الأرض فكانت تسكنها قبائل من السكان المحليين، كما هو حال البيكوا، والناراغانسي.
حين وصل الأوروبيون إلى شواطئ المحيط انتزعوا الأرض من أصحابها السكان الأصليين، وحملوا الأمراض التي لم يتعرض لها الهنود من قبل وبالتالي الموت أيضا.
لم يكن الهنود أغبياء، فتعلموا التجارة وتعلموا سبل محاربة البيض، كحلفاء وأعداء لهم في آن معا. لدرجة أن الهنود والأوروبيين بنوا لكليهما عالم من نوع جديد.
تحاربت في هذا العالم الجديد ثقافات وأحلام ووجهات نظر ومفاهيم مختلفة عن الحرية، في آن معا.
حارب المستعمرون من أجل ما أسموه في الأرض الغير مستعملة من حولهم، واعتبروا أنهم يتمتعون بحق الاستيلاء عليها، فجلب تعطشهم إعلان الحرب.
سبق للزعيم باهاتان، والد بوكاهونتاس أن دعا لتحقيق السلام مع المستعمرين وذلك بالقول:
لماذا تستولون بالقوة على ما يمكن الحصول عليه بالمحبة؟ لماذا تدمرونا ونحن نمولكم بالغذاء؟ ماذا ستجني لكم الحرب، ردوا عنا الأسلحة والسيوف، وأسباب الغيرة والحسد، كي لا تقعون ضحية لها.
تمكنت بعض القبائل مثل الأوريكوي، من وقف الحروب، بينما دمر البعض الآخر بحروب محلية قاسية، كما أصاب قبيلة باهاتان في فيرجينيا، وقبيلة بيكوا، في نيو إنجلند، هذا ما انتهت إليه الأمور.
نجا الرحالة وليام برادفورد بحياته على يد الهندي سكوانتو وكرم الهنود. ولكن عندما بدأ النزاع على الأرض بات مستعدا للقضاء كليا على من مدوا له يد المساعدة.
ما رأيته كان مشهدا مخيفا عندما احترقت قرى قبائل البيكوا الواحدة تلو الأخرى بين صراخ الأطفال والنساء الغارقة بدمائها. ولكن النصر بدا وكأنه متعطش لمزيد من الضحايا بين صفوف الذين وقفوا إلى جانبا في أيام عصيبة.
لم يلطخ المتطهرون أيديهم بدم الهنود فحسب، بل رفضوا التسامح أيضا مع أبناء عقيدتهم.
لا شك انهم جاءوا إلى أمريكا بحثا عن الحريات. ولكنهم ما حققوا هذا الهدف في المجيء إلى أمريكا وإقامة مستوطنات خاصة بهم، بدأنا نلاحظ نوعا من التناقض، انطلاقا من حقيقة أنهم مارسوا ملاحقة الأشخاص الذين لا يشاطرونهم المعتقدات. أي أنهم أرادوا الحرية لمن يشاطرونهم المعتقدات فقط دون غيرهم، ما يطرح تساؤلا حول أي نوع من الحرية هذا؟
أخرج الوزير راج وليام من بيته عنوة في فصل الشتاء القاتل لأنه طالب بفصل الكنيسة عن الدولة واحترام حرية المعتقد. ولكن أفكاره لم تتحطم بسهولة في القارة الجديدة، إذ أنه أسس مجتمع جديد يؤيد الحريات، وذلك في جزيرة رود، الذي تحول إلى واحد من أكثر الأماكن حرية في العالم أجمع.
آثار القمع في بلدة سالم

ترك اضطهاد المتطهرين الإرهابي أثره عميقا في قرية سالم مستشوسيس، وذلك في عام ألف وستمائة واثنين وتسعين.
فقدت ابنة الوزير المحلي الصغيرة وعيها لفترة طويلة المدى.
اتهمت الفتاة تيجيبا، العبدة الأفريقية التي تملكها العائلة، وقد اعترفت بعد تعرضها للضرب المبرح بأنها مذنبة، كما أتت على تسمية غودياز بورن كشريكة لها.. وهكذا بدأت النزاعات.
جيء بتلك الشريكة المتهمة، التي لمواجهة مجموعة من المراهقات في البلدة، حتى قابلتها إحداهن باتهامات بالشعوذة وأعمال مشينة تمس بالمعتقدات السائدة بين المتطهرين حينها.
أدانت المحكمة غوديابورن، التي توفيت في السجن بعد عشرة أيام من ذلك، نتيجة سوء المعاملة.
كانت هذه مجرد بداية تبعتها اتهامات عشوائية كيلت للناس العاديين في المستعمرات بالشعوذة، فلم يعدم الذين اعترفوا بجريمتهم، بينما قتل من أصروا على براءتهم.
وأخيرا بلغت المحاكم حدها في الثامن عشر من نيسان أبريل من عام ألف وستمائة وثلاثة وتسعين.
في اليوم الذي تبين لحاكم ماساتشوسيس أن زوجته متهمة بأعمال الشعوذة، فاعتقل أكثر من مائة وخمسين شخصا أعدم منه تسعة عشرة.
الأرض والحرية

لم يتمكن الجنون الذي أصاب بلدة سالم من وقف تدفق المهاجرين إلى المستعمرات.
استمر الناس على أنواعها بالمجيء إلى شواطئ أمريكا، من إنجلترا وهولندا وفرنسا، على أمل إقامة حياة أفضل وأكثر تحررا.
وهكذا أصبحت أمريكا منذ ذلك الحين بلد المهاجرين، من صغار المهاجرين والعمال الحرفيين والفنيين. قدم أكثر من نصف الأوروبيين مقابل خدمات يقومون بها، وبعد سنوات من الجهد والعمل المضني يطلق سراحهم على أمل أن يفتحوا طريقهم في العالم الجديد.
كانت أمريكا تعد بشيء واحد أهم من غيره بالنسبة لهؤلاء الأوروبيين، هو الأرض.
كانت أمريكا البلد الوحيد في العالم الذي تسمح للمرء بالاستيلاء على قطعة أرض ، ما كان ليحظى بها في القرى الأوروبية المزدحمة. بينما كان البعض الآخر يرزح تحت ظروف لا يتمتع من خلالها بالأرض أو بالحرية.
كان جميع السود في فيرجينيا عبيدا في القرن السابع عشر، وهناك عدة أسباب وراء ذلك، منها أن رائحة فيرجينيا كانت كريهة في الأنوف البريطانية، لأن الخدام البيض كانوا يذهبون إلى هناك على أمل الحصول على عمل يطلق سراحهم لاحقا ولكنهم ينافسون من يعمل هناك حتى الموت.
فضل أصحاب المزارع شراء العبيد الأفارقة ليحلوا محل الخدام البيض في الأشغال الشاقة.
اعتبر هؤلاء أقل مستوى، وحكم عليهم بالعيش في عبودية دائمة، هم وأبنائهم، وأحفادهم أيضا.
أسس شيدت عليها الأمة

هناك أحداث تاريخية تبلغ من الأهمية مستوى يمكن أن يحدد هوية الأراضي وشعوبها. وهذا ما ينطبق على الولايات المتحدة أيضا، التي شهدت مجموعة أحداث مبكرة واكبت مراحل الغزو الاستيطاني الأولى، فتركت أثرا في بناء هذه الأمة وحددت المزايا والاتجاهات الأساسية لها.
في الثلاثين من حزيران يونيو من عام ألف وستمائة وعشرين، أي بعد أقل من مائة عام على بناء أول مستعمرة إنجليزية في أمريكا، اجتمعت اثنين وعشرين شخصية إنجليزية منتدبة في كنيسة صغيرة، ليسجل ذلك أول تعبير عن بداية العمل السياسي في أمريكا، حيث اختيروا ممثلين عن المواطنين، ضمن أول حكومة منتخبة في المستعمرات.
أتفق حينها على أن يمنح أصحاب الممتلكات من الرجال وحدهم حق الانتخاب كما كانت العادة حينها في إنجلترا. ولكن ذلك لم يمنع زرع أول شكل من أشكال التمثيل الشعبي في تربة خصبة للعالم الجديد، لتنمو لاحقا وتعطي ثمارها وتتراكم إلى جانب مجموعة معطيات وأحداث حددت وجهة هذا التمثيل وطبيعته السياسية.
جاء هذا الحدث بعد أن أوشكت مستعمرة جيمس تاون أن تشكل مجتمع حقيقي، لا ينقصه إلا عامل رئيسي واحد، هو المرأة، إذ كانت المجموعات الأولى من المستوطنين في جيمس تاون تتألف من الرجال على وجه الخصوص، وتلك مسألة لم تتغير على مدار العقود الأولى من الاستيطان.
وهكذا قامت شركة فيرجينيا عام ألف وستمائة وتسعة عشر بإرسال سفينة وعلى متنها تسعين امرأة راشدة إلى المستعمرة، جرى اختيارهن تحديدا من بين الفئات الاجتماعية الإنجليزية الأشد احتراما، إذ كانت الشركة تسعى من خلال ذلك إلى تحسين سمعتها بجعل المستعمرة تبدو مكان جيد يتمنى أي شخص الذهاب إليه بما في ذلك فتيات المجتمع اللواتي يتمتعن بمواصفات جيدة للزواج، ما ساهم ببناء العائلات الأولى التي شجعت على هجرة عائلات بكاملها إلى هناك.
الحدث الثاني الذي هيأ لإقامة لجنة مندوبي الملاكين من الشعب في المستعمرات الأمريكية، شكل وصمة عار حتى نهاية القرن الماضي على جبين القارة الأمريكية ، التي ما زالت تجرجر ويلاته في ثنايا بنيتها الاجتماعية حتى يومنا هذا. ففي آب أغسطس من عام ألف وستمائة وتسعة عشرة، وصلت سفينة هولندية إلى ميناء جيمس تاون، وهي تحمل شحنة رهيبة، تتألف من عشرين أفريقي كانوا أول العبيد القادمين إلى أمريكا للعمل في حقول فيرجينيا. لتزرع بذلك جذور هذه التقاليد السامة التي رافقت أمريكا طوال ثلاثة أرباع حياتها منذ اكتشافها حتى اليوم.
ازدهرت مستعمرتي بلايموث وجيمس تاون وتعززت سمعتهما جدا، ما جلب حملات هجرة جديدة تدفقت إلى ما سمي حينها نيو إنجلند، أي إنجلترا الجديدة. وقد تعددت أسباب المهاجرين إلى هناك، فكان من بينهم من يسعى لجمع الثروة أو الحصول على الأراضي المجانية حيث كانت أمريكا الشمالية البلد الوحيد في العالم الذي يقدمها للمستوطنين مجانا. أما طليعة هؤلاء المهاجرين الذين بلغوا عشرين ألف فكانوا من طائفة المتطهرين المسيحية، وهم أقارب وعائلات الرحالة الذين جاءوا في البعثة الأولى هربا من مطاردة الملكية المعادية لهذه الطائفة.
ساهم المتطهرون كأحفاد فرانكلين إميرسن وهوثورن، في قيام الثقافة الأمريكية الجديدة، التي تنطلق من الاعتماد على النفس والفردية وحرية المعتقد، إذ كانوا الأكثر اهتماما بالمعتقد والأرض وهما السببان الرئيسيان لهجرتهم من إنجلترا.
لطخ المتطهرون أيديهم بدماء الهنود، كما رفضوا التسامح أيضا مع أبناء جلدتهم رغم أنهم جاءوا إلى أمريكا أصلا بحثا عن ملاذ آمن يمكنهم من اعتناق معتقداتهم بحرية. ولكنهم ما أن حققوا هذا الهدف في المجيء إلى أمريكا وإقامة مستوطنات خاصة بهم وتمتعوا على السلطة فيها، حتى بدأوا يلاحقون الأشخاص الذين لا يشاطرونهم هذه المعتقدات. أي أنهم أرادوا الحرية لأتباع معتقداتهم فحسب دون غيرهم من الناس، ما يطرح تساؤلا حول وجه التشابه بين ذلك النوع من الحرية التي كان ينادي بها المتطهرون في بداية القرن السابع عشر وما تنادي به أمريكا اليوم من حريات مشروطة على الساحتين الداخلية والخارجية معا.
أخرج الوزير راج وليام من داره عنوة في فصل الشتاء القارس لأنه طالب بفصل الكنيسة عن الدولة ودعا إلى احترام حرية المعتقد. ولكنهم طردوه من هناك، ما أجبره على الرحيل وتأسيس مجتمع جديد في جزيرة رود، التي تحولت لاحقا إلى واحد من أكثر الأماكن حرية هناك.
مع وصول الأفارقة العبيد إلى فرجينيا نشأ نوع من الحقد الشديد عليهم في جميع المستوطنات بما في ذلك رود، في القرن السابع عشر، وهناك عدة أسباب وراء ذلك، منها أن رائحة فيرجينيا كانت كريهة في الأنوف البريطانية، لأن الخدام البيض من المهاجرين كانوا يخرجون من بريطانيا باتفاق مع أصحاب الوكالات الذين يدفعونهم إلى العمل الشاق طوال سنوات حتى يسددوا مصاريف الرحلة.
لهذا كانوا يذهبون إلى هناك على أمل الحصول على عمل يطلق سراحهم، ليواجهون منافسة العبيد المكرهين على العمل الشاق حتى الموت. وهكذا فضل أصحاب المزارع شراء العبيد الأفارقة ليحلوا محل الخدام البيض في الأشغال الشاقة، إذ اعتبروا أقل مستوى، وحكم عليهم بالعيش في اضطهاد دائم، هم وأبنائهم، وأحفادهم أيضا، حتى يومنا هذا.
شكلت العوامل السالفة الذكر بعضا من الأسس التي بنيت عليها الأمة الأمريكية، ولكن لا شك في أن ما يعرف بحرب السنوات السبع كانت عنصر الإدراك الأبرز الذي ساهم في ذلك الوقت بتحديد معالم هذه الأمة وملامحها المستقلة.
أواسط عام ألف وسبعمائة وخمسون تورط المستعمرون والسكان الأصليين على حد سواء في حرب دامية اشتعلت بين إنجلترا وفرنسا، سميت بحرب السنوات السبع، ساهمت شخصية رجل تاريخية قوية ولامعة وطموحة في إشعال هذا النزاع، وكان اسمه جورج واشنطن. الذي اكتسب خبرته داخل صفوف الجيش الإنجليزي وعزز مهاراته بعد ذلك في القتال والقيادة أيضا.
كانت فرنسا حينها تستولي على مساحات شاسعة من الأراضي تمتد مما يعرف اليوم بكندا إلى لويزيانا، وقد سيطرت عليها عبر وحدات شديدة التسلح. كان جورج واشنطن البالغ من العمر حينها واحد وعشرون عاما يعمل في وحدات المليشيا البريطانية في فيرجينيا، حين بعث برسالة إلى الفرنسيين في قلعة لي بوش، التي تحمي سهول أوهايو، يدعو الفرنسيين فيها إلى الانسحاب من تلك القلعة. رفض القائد الفرنسي ذلك بعنف، فرد عليه جورج واشنطن في تلك المناسبة بمقولته المعروفة : سمعت أزيز الرصاص وتأكدت أني أجد بعض السحر في صوته.
رقي واشنطن بعد تلك المأثرة إلى رتبة عقيد وشغل منصب دليل متطوع للجنرال البريطاني براديك، الذي رفض نصيحة الشاب الفرجيني المتعلقة بسبل القيام بحرب وسط الغابات، ودفع الثمن غاليا. مات براديك ومعه أربعمائة رجل، وقتل جوادين امتطاهما واشنطن على التوالي خلال المعركة.
تعلم واشنطن في تلك المعركة درسا ما كان يتوقعه. وهو أن عبارة الجيش الذي لا يهزم لا تنطبق على الجيش البريطاني.
تمكنت إنجلترا رغم مقتل براديك والخسائر الأخرى من تحقيق النصر في نهاية المطاف، إذ استطاعت إخراج فرنسا مما يعرف اليوم بالولايات المتحدة.
أمل واشنطن عندما بدأت الحرب بالاعتراف الإنجليزي بما بذله من جهود. ولكنه في النهاية، شعر بأن انتماؤه إلى فيرجينيا كان أشد وأبرز من انتمائه إلى إنجلترا.
غيرت الحرب الإنجليزية الفرنسية أمريكا إلى الأبد. ولكن كلفة هذه الحرب كادت تفلس إنجلترا تماما، ما جعلها تفرض على المستوطنين أن يدفعوا جزءا من كلفتها الباهظة، فأصدرت ما عرف بإعلان عام ألف وسبعمائة وخمسة وستين، وسط حالة ركود اقتصادية في المستوطنات، حيث وضعت الضرائب على الكتب والأوراق والوثائق الرسمية والنرد وكل ما هو مطبوع، وكانت تلك أولى أشكال الضرائب المباشرة التي اجتاحت أمريكا بشدة، واستفزت حالات التمرد في أرجاء المستعمرة. فكانت هذه الشعرة التي قسمت ظهر البعير وأشعلت فتيل التمرد.
انتشر الغضب كالوباء عبر الأراضي الأمريكية، لتقتلع المستوطن من إحساسه العميق بأنه مواطن بريطاني. أدلى باتريك هنري أحد أبناء مزارعي المناطق الحدودية بتصريح في بيت المواطن أدان فيه الضرائب بشدة وأعتبر أن هذا الإجراء يشكل خيانة عظمى للمستوطنين.
لم يكن هذا الإجراء أقل وقعا على المواطن الفرجيني جورج واشنطن. الذي قال جملته الشهيرة حينها: أعتبر أن حق البرلمان بوضع يده في جيوبي دون موافقة مني، أشبه بوضع يدي في جيوب جميع الحاضرين هنا لأخذ أموالهم.
تراجعت لندن عن هذا القرار في العام التالي. ولكن السلطات البريطانية كانت تصر على أنها ما زالت تحكم المستعمرات، لأن الأمريكيين مهما بذلوا من جهد لن يحكموا أنفسهم، وقد أخطأت التقدير في ذلك جدا.
أخذ النمو المتزايد للوجود العسكري البريطاني في المستعمرات مع مرور الزمن يزيدها التهابا، ما فرض المزيد من الضرائب، والمزيد من أعمال التمرد والعنف أيضا. عام ألف وسبعمائة وسبعين قام عدد من المواطنين الغاضبين بقذف كتلة من الثلج على عدد من الجنود البريطانيين الذي يقومون بحماية بيت الجمارك في بوسطن، فرد الجنود عليهم بإطلاق النار وأردوهم قتلى. سرعان ما وصلت وحدات الجيش البريطاني للسيطرة على عناصر الشغب. وسط الارتباك العارم لم يميز الجنود بين الصراخ وأوامر إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، من بينهم بحار اسمه كريسبيس أديكس، ينحدر من أصول أفريقية أمريكية وهندية في آن معا، فكان أول المواطنين السود الذين سقطوا في سبيل استقلال أمريكا عن بريطانيا.
أشعل الحادث الذي عرف بمذبحة بوسطن غضب الجميع.
وكانت هذه فرصة بالنسبة لسام أدامز ورفاقه لتعزيز الإحساس بالغضب العارم تجاه بريطانيا الوطن الأم. كانت تطلعات أدامز واضحة، إذ أنه أراد التخلص من إنجلترا كليا. ما يعني إعلان الثورة والاستقلال.
تحرك خمسة وخمسون من نخبة رجال المستعمرات، للمطالبة بحقهم كمواطنين أحرار ولدوا في أمريكا، ومن بينهم سام أدامز، وجان أدامز، وباتريك هنري، وجان هانكوك، فاجتمعوا في السابع عشر من أيلول سبتمبر من عام ألف وسبعمائة وأربعة وسبعين في فيلاديلفيا، ضمن أول مؤتمر قاري للكونغرس، حيث اتخذوا الخطوة العملية الأولى نحو قيام الأمة جديدة.
كان العنف في الأجواء، فاتفق الكونغرس القاري على أنه إذا استخدم البريطانيون القوة ضد سكان ماساتشوسيس، ستقف كل أمريكا إلى جانبهم، بالمقاومة.
في الحادي والعشرين من آذار مارس من عام ألف وسبعمائة وخمسة وسبعين، أدلى باتريك هنري بتصريحات ما زالت كلماته ترن في آذان المروجين للتاريخ الأمريكي حتى اليوم. إذ جاء فيها:
هل نرى أن الحياة غالية والسلام حلو الطعم لدرجة أن نقبل بهما مقابل العبودية والسلاسل؟ وقد حرمتهما السماء. لا أعرف ما هي وجهة نظر الآخرين، أما بالنسبة لي، فلا أرى خيارا ثالثا فإما الحرية أو الموت.
من كبرى الشركات الأمريكية التي ما زالت سائدة حتى اليوم أسست مع نهاية القرن التاسع عشر، وذلك على يد أفراد موهوبين ومندفعين جدا وفي منتهى القسوة أحيانا، حققوا إنجازات رائعة، فقد حولوا الاقتصاد الأمريكي، ولكنهم كثيرا ما كانوا يفعلون ذلك بسبل بالغة الفظاظة والوحشية، ما جعلهم يستحقون لقب أسياد المطاط.
يعتبر جي بي مورغن أشد هؤلاء الرجال صلابة، الذي مول خطوط سكك الحديد، وباقي الصناعات الأمريكية. كان يحلم ببناء أمة صناعية جديدة، مترفعة على العالم أجمع. وقد تحقق الحلم.
لا يبدو من أصول متواضعة، فقد كان والده من رجالات المصارف الدولية، الذي كان يقلقه اندفاع ابنه في اتخاذ الأحكام. حقق مورغن الإبن أرباحا طائلة من الحرب الأهلية، فقد تعامل مع النزاع، كفرصة تجارية، وليس كقضية، فجنى منها أرباحا طائلة.
سرعان ما تملك أربعة من أهم ستة خطوط للسكك الحديدية في البلاد، وشركات التأمين وكبريات المصانع، وإمبراطورية مالية تساوي المليارات.
وسط حفلة غداء أقيمت عام ألف وتسعمائة، تمكن شريك مقرب لأندريو كرنغي، من إقناع مورغن بشراء مصانع كرنغي الهائلة للحديد الصلب، الذي طلب مقابلها أربعمائة وثمانين مليون دولار، بكتابة الرقم على قصاصة ورقية. وهكذا نشأت يو إس ستيل، أكبر شركة صناعية في العالم.
سادت حالة من الاستياء تجاه سبل استخدام الأثرياء لثرواتهم، لهذا يقارن الناس بين سلوك كرنغي وروكي فيلر، وتملك البعض إحساس من القلق حيال تحول الأثرياء إلى هدف للغضب الوطني، إن لم يحسنوا من صورتهم في أعين الوطن، ينطبق هذا على كرنغي الذي تحول من أشد أصحاب مصانع الحديد فظاظة وقسوة في القرن التاسع عشر، إلى أحد أهم المحسنين وموزعي الصدقات.
ومع ذلك توالت التساؤلات عما إذا كان توسع الفجوات بين الفقراء والأثرياء، هو في صالح الديمقراطية الأمريكية.
أصبحت أمريكا اليوم تختلف جدا عن بلد صغار المزارعين والتجار الذي حلم به توماس بين وتوماس جيفرسون.
فقد تمكن أسياد المطاط بعد أقل من مائة عام فقط من تحويلها إلى مرتع للشركات العملاقة، وحولوا الولايات المتحدة إلى قوة عالمية في صناعات النفط والحديد والمال والاتصالات.
نزل خمس وعشرون مليون شخص على شواطئ بلادنا بين عامي 1865 و1914. وكانوا يعملون من الخامسة صباحا حتى السابعة مساء ويحصلون على ساعة للغداء ونصف ساعة للفطور.
*اجتياح خليج الخنازير عام 1961 أثناء حكم كندي.
*إنقلاب السي أي إيه في غواتيمالا أطاح هاكوب أربينز عام 1955 وأودى بحياة أكثر من 100 ألف مواطن. هناك أسباب أخرى لدى من يستمعون إلى كورك، منها أن جون فوستير دلاس، وشقيقه ألان دلاس، قاما بأعمال قانونية لصالح يونايتد فروت.
ومساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية جون مور كابوت، يملك أسهما في اليونايتيد فروت. وكان شقيقه توماس رئيسا للشركة عام ثمانية وأربعين، كما أن قريبهما هنري كابوت لودج، السفير الأمريكي في هيئة الأمم المتحدة حينها، كان يستثمر أمواله أيضا في اليوناتيد فروت. ألن دلان وزير خارجية وشقيقه ألن دلاس مدير السي أي إيه.
*المرأة
(سوزان بي أنطوني)1850
لم يكن لها حقوق. يعني هذا في الواقع أن لا حق لها في الملكية ولا حق لها في توقيع العقود ولاحق لها في الأطفال ولا حق لها في ملابسها إذا بلغت من الجرأة أن تتخلص من زواجها المقيت، لا يحق لها بغيار ملابس واحد ولا بأن تأخذ أطفالها أو حتى أن تأخذ حقيبة واحدة.
حرمت المرأة من المشاركة في القضاء، كما أن شهادتها لم تكن مقبولة.
كما أنها حرمت من حق الاقتراع الذي يمكنها من خلاله تحسين أوضاعها.
لم يكن للمرأة في أمريكا ولا في العالم أجمع أي حق بالتصويت.
مفاهيم المرأة الحقيقية هي أيديولوجية تلك الفترة، التي تقتصر على العمل في المطبخ والمنزل، وتعتني بالأخلاق والطهارة والتقاليد، وتعلم رعاية الأطفال، وتحصيل الثقافة. اعتبرت تلك دائرة آمنة جدا صممت مقابل دائرة نشاط الرجل في المجالات الاقتصادية والسياسية، والنشاطات الحربية والعدوانية.
(اليزابيث كيدي ستاتون)
كن يتعرضن للاتهامات بالهرطقة حيثما حللن، حتى التهجم المستمر في الصحافة عليهن. عندما طرح قانون التساوي في الأجور للتصويت في ندوة المعلمين الحكوميين في روشستير، سقط بالكامل، فقد صوتت غالبية النساء ضده.
عام ألف وثمانمائة وأربعة وسبعون، اعتبر أن التصويت لم يكن من الحقوق الممنوحة للمواطنين، فلكل ولاية الحق ضمن الدستور لتحديد من يستطيع ومن لا يستطيع التصويت ضمن حدودها.
أخذت الولايات الأمريكية الجنوبية تصمم قوانين تلغي حق الأمريكيين السود بالتصويت، ففرضت القدرة على القراءة والكتابة وحيازة الملكية لتحول دون مشاركة العبيد السابقين في التصويت.
وأخيرا أضيف حق المرأة في التصويت إلى الدستور، وقد تحقق الهدف الذي أعلن لأول مرة في شلالات سينيكا، عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الديمقراطية الامريكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
برور parwar :: منتدى عام :: الثقافة :: تاريخ-
انتقل الى: